في حادثة مؤثرة كشف عنها السيد احمد المشهراوي في مستهل حفل تدشين دوار فؤاد الدجاني تروي قصة الممرضة "يافا بيرجير" البالغة من العمر 93 عامًا والتي عملت جنبًا إلى جنب مع الدكتور فؤاد الدجاني عام 1936، حيث تروي السيدة يافا بيرجر يوم قبولها إلى العمل كممرضة "nurse" باللهجة اليافية في مستشفى الدجاني وتقول :"قابلت الدكتور فؤاد الدجاني وأنا في العشرين من عمري طلبت العمل كممرضة باللغة الإنجليزية فرفض قائلا :"نحن نتحدث اللغة العربية" معتقدًا أنني لا أعرف اللغة العربية فقلت :"أعرف 5 لغات بما في ذلك اللغة العربية" فرد بالإيجاب تم قبولك للعمل في غرفة العمليات".
وقد عملت السيدة بيرجير مدة أربعة سنوات قضت منها سنتين برفقة الدكتور فؤاد الدجاني وسنتين بعد وفاته،حيث تركت المستشفى بعد أيام الاضطرابات التي عصفت الأجواء في يافا عام 1943 لتتزوج وتنتقل للعمل في مدينة القدس .
وتروي السيدة بيرجير مشيرة إلى شخصية الدكتور الدجاني بقولها :" كان الدكتور فؤاد صاحب شخصية بارعة متواضع في عمله ومع موظفيه، إنساني في تعامله، محسن للفقراء والمحتاجين، وأنشأ قسماً خاصاً للفقراء مجانًا ،كان معجبًا بعملي وطالبني مراراً بتوظيف ممرضات أخريات من جيلي للعمل في المستشفى".
وتضيف :" لقد ربطتني علاقة وطيدة بأسرة الدجاني وزوجته وأولاده، كوني سكنتُ في مساكن الممرضات في المستشفى ذاته، وكان المستشفى مكانًا جذابًا ومحل إعجاب الكثير من الممرضات والأطباء الذين أحبوا العمل لنيل شرف العمل مع الدكتور فؤاد الذي كان خبيرًا في عمله كجرّاح مميز وبارع قلّ نظرائه في ذلك الزمان".
وأردفت السيدة بيرجر:" سكنت في بيت الدجاني مدة 4 سنوات، وأتذكر ابتسامته ومعاملته الحسنة مع المرضى والموظفين، علاوة على علاقته الحميمة مع الطبيب "دان سيجير" وغيره من المختصين وخبراء الجراحة في زمانه".
يوم وفاته:-
وتقول السيدة يافا :" مات الدكتور الدجاني بسبب عدوى أصابته من مريضة، وفي أثناء الجراحة تطورت الأمور إلى حد لم يفكر فيه الدكتور فؤاد سوى بوقف نزيف المريضة المصابة بمرض فتّاك ومعدي، فلم يكترث الدكتور بوضع قفازات على يديه فلامست يده دم المريضة وأصيب بالمرض وبعد أيام أعلن عن وفاته".
وأضافت :" يوم توفي كانت صدمة كبيرة لا تُوصف كونه في جيل الـ50 وأن سبب وفاته إنقاذ مريضة وسط عملية جراحية معقدة، أتذكر يوم سيرنا في جنازته وأتذكر مشهد الجنازة الكبير والمهيب، حتى أنني احتفظت بتلك الصور منذ 70 عاما وأنا في جنازته".
والله ياعمي هذا تاريخ لا يوصف قبل سبعين عام الله عليك يا زمن
التعليقات